إن المؤرخين -منذ أمدٍ بعيد -قد زيفوا تاريخ البشرية، وقدّموا لها صورة خاطئة عن ماضيها، وعن نشأتها، وعما كانت عليه من عقيدة ودين، وقدموا صورة خاطئة عن الإسلام وتاريخه، وأفحشوا في تصورهم عن نشأة البشرية فأرجعوا نشأتها إلى جرثومة تطورت في أحد البرك، كما زيفوا تاريخها؛ فعالجوا تاريخ الأمم بمعزل عن الرسل والرسالات التي أُنزلت إليهم، فما هو تاريخ البشرية؟ وما هو تاريخ الإسلام؟
إن الذين كتبوا التاريخ البشري، قد ضلوا وأضلوا، وأفسدوا عقائد كثير من الناس وتصوراتهم عن نشأتهم وتاريخهم، ورسالتهم في الحياة؛ فاعتبروا أن البشر من نسل قردة؛ فبداية الخلق الإنساني عند هؤلاء، هي الخلية الحية التي نشأت في البرك والمستنقعات، والتي تطورت عبر ملايين السنين مرورًا بجدٍّ مشترك للقردة والإنسان، ونهاية بالإنسان الحالي؛ فتاريخ البشرية عندهم لا يبدأ بـِ (آدم )؛ لأن (آدم ) أسطورة وخرافة، ورب (آدم ) - رب العالمين – لا وجود له؛ أي أن الحكمة من خلق (آدم ) قد انتفت، وأن التكليف الرباني لـ (آدم ) وذريته قد انتفى؛ فلا ضابط لحركة الإنسان في التاريخ من دين أو خلق أو حلال أو حرام، ولا عقل يجعله مسئولًا عن تصرفاته؛ وبالتالي فلا حساب ولا عقاب، ولا خطأ ولا صواب، إنما يجري عليه ما يجري على الحيوان.
إذن فـ (آدم ) وبنوه في ضوء هذه النظرة الحيوانية، لم يخلقوا لغاية سوى غاية الحيوان، التي تتمثل في الحصول على الطعام والشراب، والتزاوج والتناسل؛ وبالتالي فإن الصراع بين بني الإنسان، هو صراع على احتياجات الحياة المادية، وهو صراع مشروع حتى لو انتُهكت فيه كل الأخلاقيات والمثل والمبادئ، وهو صراع مشروع حتى ولو أدى الأمر أن يقتل الإنسان أخاه الإنسان.
وكاتب التاريخ الذي يسيطر على تفكيره هذا التصور، لا يرى فيما جرى بين (آدم ) والشيطان، أو بين الشيطان وذرية (آدم )، صراعًا بين حق وباطل، ولا يرى فيما جرى بين ابنَيْ (آدم ) نزاعًا بين خير وشر، ولا يرى فيما يجري من انحراف الناس عن نظام الله وشرعه، إلى نظام الجاهلية وقانونها، ما يستوجب التنبيه أو المؤاخذة؛ لأن نظام الجاهلية والحيوانية وقانونها هو أساس الحياة المتطورة في نظره.
يحرص معظم الذين يكتبون التاريخ على هدم الدين الإسلامي، والتشكيك في كونه عقيدة ونظام حياة شامل، اقتصادي وسياسي وثقافي وتعليمي وجهادي صالح لكل زمان ومكان؛ وبالتالي زعزعة ثقة بني البشر في رب الكون وملائكته وكتبه ورسله، مع تشويه تاريخ الأمة المسلمة: التاريخ الذي هو بمثابة الواقع التطبيقي لهذا الدين، وتزييفه وتفتيته وبعثرته؛ حتى لا تهتدي الأمة المسلمة إلى ذاتها وغاياتها.
لقد قاموا بهذا التزييف عبر خطوات منها: التجاهل والتجهيل بالبداية الحقيقية للدين الإسلامي، وبالبداية الحقيقية لتاريخ الأمة، والتأريخ للأمم بمعزل عن الرسل والرسالات التي خرجت فيهم.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان